الحيوان في القرآن الكريم

ضم القرآن الكريم إلى فصاحة اللفظ وبلاغة الأسلوب إشارات واضحة إلى ما يمكث في الأرض وينفع, وبلغ من اهتمامه بالحيوان أن أفردت باسمه سور كاملة، ونزلت فيه آيات متعددة، ما يعكس أهمية هذه الكائنات بوصفها أما أمثالنا في موازين الكون. ولم يكن هذا الاهتمام القرآني مقتصرا على كونها جزءًا من النظام البيئي الذي يسهم في استقرار الحياة على الأرض فحسب، بل تضمن أيضًا ضربًا للأمثلة والقصص تفكرا واعتبارًا، مع ما لهذه الكائنات من مزايا ينتفع بها الإنسان، ويأنس لها، ويحقق بها مراداته استئناسا وإشباعا وراحة. إن ذكر الحيوان في القرآن في سياقات متنوعة استعراضا لقدراته ودقة خلقه من طير وحشرات وأسماك وأنعام ودواب) يُعد فرصة للتفكر في عظمة الخالق كما يبرز العلاقة الوطيدة بين الإنسان وبقية المخلوقات، موجها رسالة بضرورة رعايتها والرفق بها، ووضع أطر عملية للاستفادة منها دون إيذائها، وهو ما يعزز التوازن والانسجام مع الكون، ويحقق مراد استخلاف الإنسان في الأرض.