مقاربات تطبيقية في النقد الأدبي

هذه مجموعة مختارة من مقالات نقدية وأحاديث ثقافية وأدبية, حاولت في كتابتها أن أقدم جهدًا من التأمل الموضوعي في تقديم الطرح النقدي والثقافي للنصوص الأدبية التي تركت أثرًا عميقًا في نفسي, وذلك من خلال دمج الرؤية السياقية النقدية التي ترى رؤية النص الأدبي من الخارج عبر المنهجية التاريخية، والاجتماعية، والنفسية وبين الرؤية النسقية النقدية التي ترى رؤية وتشريح النص من الداخل كالأسلوبية والبنيوية، فالمتأمل لكتب النقد السائدة في المكتبات العربية يجدها قد أُشبعت طرحًا في النظرية دون تقديم النقد التطبيقي الموازي لها إلا القليل من كتب النقد التطبيقي، ولهذا حاولت أن أتحدّث في هذا الكتاب عن التطبيق النقدي لهذه النظريات دون الالتزام التام بأيّ نظرية محدّدة، ولعلّ القارئ الكريم يجدُ في هذه الأحاديث والمقالات مزيجًا من المتعة الأدبية والتذوق الفني للنص؛ لأني آثرت وبذلتُ جهدًا بأن أحوّل النص النقدي إلى باقة من ألوان النظرية النقدية المتعددة؛ حتى لا يشعرُ القارئ بشيءٍ من السأم والملل. أما عن الكيفية التي أتناولها في اختيار النظرية فقد اخترت في تلك المزاوجة النقدية ما رأيت أنه الأجدر مواءمةً وتجانسًا مع طبيعة النص، فلمْ أتكلّف النظرية لتطبيقها على النص، وإنما أتأمل النص أولًا، ثم أبحث عن النظرية التي تُعطي النص أثرها في التحليل والنقد، وأمّا عن طبيعة اختياري للنصوص فهذا يعود إلى الذائقة الأدبية التي أتمنى أنْ أكون قد وُفّقت في انتخابها وعرضها، وقديمًا قالوا: "اختيار المرء قطعة من عقله، تدلُّ على خلقه وفضله". كما تعرضت في سياق الكتاب إلى نقد مجموعة من الشخصيات الثقافية والأدبية التي كان لها أثر مباشر على قراءاتي ومطالعاتي الذاتية، وبعد ذلك كله آثرت أن أجمعها في كتاب وسمته بـ(مقاربات تطبيقية في النقد الأدبي)، والذي أسأل الله العلي القدير أن أكون قد وفقت في هذا الطرح بين يدي القارئ الكريم