خطايا اللآلهة

لا يحتاج القارئ, لهذه الرواية أن يبذل مجهودا كبيرا لإدراك المسوح الشفوفة داخلها, بل ذلك الفضاء الصوفي الكبير الذي انطلقت منه الرواية وحفلت فيه فصولها وأحداثها. وهو الفضاء الذي يشكل البناء الأساسي في الرواية التي بدت منذ انطلاقتها متماسكة تماما مع المقدس الديني, ولا أدل على ذلك الفضاء الصوفي الذي انطلق منه "أدهم العبودي" كبنية رئيسية في عمله من استدعاء الرقياع وفي إحدى الطرق الصوفية المشهورة. تنتمي هذه الرواية لروايات الأجيال, لكن يبدو الزمن فيها غالبا عدما, واختفاء الزمن وعدم تحديد تاريخ دوران الأحداث يكاد يكون الفرق الوحيد والدال في هذه الرواية عن غيرها من روايات الأجيال, حيث أن "العبودي" استطاع أن يجعل من التركيز على الحالة النفسية أو الوجدانية بطولة مطلقة في روايته بعكس كل الأبنية الروائية الأخرى في روايات الأجيال السابقة عليه, ويكاد يكون مفهوم العدم هو بؤرة القص والسرد داخل الرواية, التي في رحلة تعب وشقاء من أجل البحث عن النور أو الحقيقة. خصائص "أدهم العبودي" الروائية يتميز "أدهم العبودي" بلغة الصورة البصرية, ويلتقط بعينه ما لا تراه, يخترق متاهات النفس البشرية ويصور صراعاتها وتخبطها ليخلق نصا أصيلا, يجسد تساؤلات الإنسان كما لم يجسدها أحد. آراء النقاد حول أعمال أدهم العبودي "أدهم العبودي" لديه لغة متفردة لا يكتبها غيره, وروايته "ما لم تروه ريحانة" هي رواية استثنائية لم أقرأ مثلها من قبل. "بهاء طاهر" أفضل ما قرأت في 2013 كانت رواية "متاهة الأولياء", استطاع "أدهم العبودي" أن يصور الجنوب كما لم يفعل أحد قبل ذلك. "د. محمد المنسي قنديل" كتابة "أدهم العبودي" تثير الدهشة, تنبش في الإبداع بلغة جديدة ومختلفة, وفيها الكثير من التجريب والابتكار. "عبد الرحمن الأبنودي" يساعد "العبودي" على أن يحقق ما يريد قاموس لغوي ثري, يصنع به مقاطع فائقة, تخلق ثلاثة أمور في وقت واحد: الأول هو الوصف البارع للمشاهد والمعالم, الثاني هو محاولة الغوص في جذور أفكار وقيم وتصورات ورؤى صوفية وفلسفية, والثالث هو صناعة تاريخ مواز. "أمير تاج السر" "أدهم العبودي" لديه وعي يوصف ورصد وتصوير بقايا الحضارات الغابرة والذكريات المقيمة المتعلقة ببقايا تلك الحضارات داخل نفوس البشر وعلاقاتهم ومعتقداتهم. "د. عمار علي حسن" "أدهم العبودي" يكتب الرواية الكونية, وهو أهم ملامح الرواية المصرية الحالية. "د. شاكر عبد الحميد" "د. شريف الجيار"