الوجود في محور الغياب

في بلدةٍ ضائعة على حافة الذكرى، يفتح سِلفان عينيه ليجد الميناء كما تركه، والبحر كما لم يكن من قبل. عالم يتكرّر بلا تفسير، وامرأة تمشي فوق الماء، وأصواتٌ لا تصدر من أفواه. لم يكن يبحث عن سمكة… بل عن المعنى. عن الصدفة التي حين تُفتح، لا تبوح بل تهمس: "كل ما يختفي، يترك ظلًّا يحاول العودة." وفي زاويةٍ أخرى من الغياب، يصحو بارلوس في غرفةٍ رمادية لا تخبره إن كان ميتًا أم لا يزال، لتقف أمامه فيورا — امرأة من ماضٍ لا يُقال، وجرح لا يتكلم. هناك، على طاولة مغطاة بالغبار، يبدأ بفكّ لغةٍ نُقشت لا بالحبر، بل بالندم. الذاكرة ليست ما نتذكّره… بل ما لا نستطيع نسيانه. رواية عن ظلالٍ تحاول التذكّر، وأسماءٍ تذوب قبل أن تُقال. عن البلدة التي لا يخرج منها أحدٌ كما دخل… وعن الحياة، حين تكون الصمت هو الجواب الوحيد. "الوُجودُ في مِحْوَرِ الغِياب" رواية تنكسر فيها الحدود بين القصص، ويصبح القارئ جزءًا من ما لا يمكن فهمه… ولكن لا يمكن نسيانه.