متاهة حياة

عزيزتي المرأة.. بعيدا عن شعارات النسوية وفلسفات الجندرية.. أنتِ أنثى في مجتمع يحركه الرجل.. هذه هي الحقيقة مجردة بدون رتوش تجميلية أو حليات لغوية.. فلا تعولي كثيرا على قوانين وضعية تحميكِ من ظلم الرجال أو بطشهم.. لا تنتظري عقوبات رادعة ضد من يتجردون من إنسانيتهم ويستغلون تفوقا عضليا، فيرتكبون أفعالا همجية مشينة كالتحرش والعنف.. مواقع الأخبار تمتلئ يوميا بعشرات الحوادث التي يقع ضحيتها النساء في مجتمعنا.. والحل في يدك.. نعم.. في يدك.. اصنعي لنفسك عالما واسعا متعدد الدوائر: (العائلة – الأصدقاء – العمل بأجر ثابت – مهارات اجتماعية)، بحيث تصبح كل دائرة درعا واقيا لحمايتك من يوم قد تتعرضين فيه للغدر أو الخديعة.. أو حتى التنكيل.. لا تعزلي نفسك عن الأقربين بعد أن تعثري على فارس الأحلام.. فقد لا يكون فارسا.. فأدوات التجميل قد تخفي خلفها وجها قبيحا يباغتك به صاحبه في لحظة من الغفلة، ووقتها ستدفعين ثمنا غاليا.. كما أن الكابوس قد يبدو في بدايته حلما ملونا مبهجا، قبل أن يسيطر عليه الأسود.. حين يكون لديكِ أدوات العناية بنفسك، لن يجرؤ أحد على إيذائك، وستنجحين في النهوض إذا تعثرتِ في وسط الطريق.. حياتك تخصك أنت وحدك.. وستعيشينها مرة واحدة فقط.. لذا لا تجعلي أحدا يديرها نيابة عنكِ.. خياراتك مسئوليتك.. فتأكدي من قراراتك لتصلي للنتائج المرجوة لأهدافك، وإلا ستجدين نفسكِ فأرة صغيرة ضائعة في متاهة ضخمة لا تستطيعين العثور فيها على المسار الصحيح مهما بذلت من جهود..