تزيين الأسواق بتفصيل أشواق العشاق

اهتم العرب القدماء منذ العصر الجاهلي بتعليم ابنائهم أصول اللغة العربية فحرصوا على إرسال أبنائهم إلى البادية التي علوها المعقل الأول للفصحى القحفكانت لغة البلدية لديهم هي الأساس الذي يقيسون به قوة الشعراء, ومتانة لفتهم وجزالة الفاظهم، فمن تربى فى البلدية واستقى من لغتهم فهو الشاعر الحق الذي يمتلك ناصية اللغة، ومن تربى فى الحضر هو لين المريكة ضعيف اللغة. ولأن العرب في العصر الجاهلى كانت اللغة هي القوة التي يتميزون بها على سائر البشر، جاء القرآن الكريم بلغتهم متحديا لهم على لسان نبي علموا جميعا انه امي لا يقرأ، بل وصل الأمر إلى تحديهم بأن يأتوا بسورة من مثله، بل آية، فكان التحدى الكبير. ومنذ نزول الإسلام على نبي الرحمة ( صلى الله عليه وسلم) والاهتمام باللغة كان هم المسلمين الأول لفهم القرآن الكريم ، فأصبحت اللغة العربية تحتل أهمية كبيرة عند المسلمين : فهى لغة مصادر التشريع الإسلامى القرآن والسنة النبوية، ولا تجوز الصلاة في الإسلام إلا بإتقانها، ومع انتشار الإسلام وحضارته ارتفعت مكانة اللغة العربية، وأصبحت لغة السياسة، والعلم والأدب لفترة طويلة في الأراضي التي كانت تحت حكم المسلمين، كما أثرت على كثير من اللغات الأخرى في العالم الإسلامي كاللغة التركية، والفارسية، والأردية، وقد اكتسبت اللغة العربية أهميتها بما تتميز به من البيان والبلاغة، وعليه فالقرآن لم ينزل إلا بها : قال تعالى : (بِلِسَانِ عَرَبي مبين) ففى لغات عدة قد نجد لفظا واحداً فقط لمعنى واحد فقط، بينما في اللغة العربية فيوجد عدة معان تدل عليه . واللغة العربية تقيم الحجة على الناس، فلا يجوز للإنسان أن يشهد بالله دون فهمه لما يشهد به؛ لأن العلم شرط من شروط الشهادة حيث قال الله تعالى: (وَمَا شَهِدْنَا إلا بمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ). وذلك لأن اعتياد التكلم باللغة العربية يؤثر على العقل والخلق، والدين واللغة العربية مصدر عز للأمة، وتعد مقوماً أساسياً من مقومات الأمة الإسلامية.