فارس العرب

واليوم أرى من الواجب عليّ أن أخرج عن نطاق الصمت وأتمرد عليه بكل ما أوتيت من قوة ونشاط، لأقول شيئاً عنه لا أعرف حتى اللحظة كيف أبدؤه، لكنه مهما كان محله من البيان، فلا أرمي من ورائه بالصنيع الجميل، بل قول الحق وتبيان حقيقة رجل ما فتئ يفعل الطيب تلو الطيب، ويتخذ الموقف الشجاع تلو الآخر، ويعمل بجد ومثابرة لرفعة شأن وطنه ومواطنيه بل أمته. هذا الرجل الذي نراه في مضارب البدو، وبين جموعهم، يأخذ بأيديهم إلى ما فيه صلاح معيشتهم، يتحدث حديثهم، ويأكل على مائدتهم، ثم سرعان ما نراه بين أهل الفكر وطريقتهم، يشاركهم أفراحهم وأتراحهم، ملبياً دعواتهم، متبيناً قضاياهم، يمنح للمتفوقين منهم الجوائز والهبات، يغمرهم برفده المادي والمعنوي.