حوار الثقافات والحضارات والأديان في العهدين المرابطي والموحدي في الأندلس

يتناول الكتاب حوار الثقافات والأديان في الأندلس خلال العصرين المرابطي والموحدي, مركزًا على العلاقات بين الإسلام والمسيحية واليهودية. يطرح المؤلف تحديًا رئيسيًا: كيف يمكن الحديث عن "حوار" في مجتمع القرون الوسطى الذي كان يشوبه فيه الإسلام في الوعي الأوروبي مما أدى إلى صراعات دينية وسياسية. يبحث الكتاب في مظاهر الحوار الحقيقي في النصوص التاريخية ويظهر أن التفاعل اليومي بين الناس في الأندلس كان يتسم بالتسامح والتعاون والتعايش العفوي القائم على المصالح المشتركة, رغم هيمنة الجدل الفكري الذي يسعى إلى الغلبة والإفحام. يميز المؤلف بين "الجدل" الذي يسعى إلى الانتصار، و"الحوار" الذي يهدف إلى التسامح والتعاون. تكمن أهمية الكتاب في تقديم الأندلس كنموذج تاريخي للتعايش بين الأديان، مما يمكن أن يكون مرشدًا في عالم اليوم الذي يعاني من الانقسامات الدينية والثقافية.