الهارب

في هذا الكتاب المتواضع أرسل عدة رسائل للمجتمع، الشباب، والأسرة، رسالتي الأولى أوجهها للمجتمع اتسائل هل الإدمان جريمة أم مرض؟ لماذا ننظر إلى المدمن على أنه شخص مرفوض من المجتمع؟ ولماذا ينبذه المجتمع ويرفضه؟ هل يعقل أن يكون علاج العضو المصاب هو البتر ؟ تخيلوا أن كل إنسان بتر العضو الذي يؤلمه، لأصبح الفرد عاجزا. قد تصاب يدك بإصابات مؤلمة، ويبقى أمامك خيارين اثنين. الخيار الأول هو أن تتحمل الألم وتصبر على العلاج. صحيح أنك ستعاني من الألم، لكنك ستحافظ على يدك. الخيار الثاني، هو بتر تلك اليد المصابة. قد تتخلص من الألم سريعا، لكنك ستخسر يدك إلى الأبد. فلماذا لا تعامل الشاب المدمن على أنه عضو مصاب ؟ لماذا يميل المجتمع دائما إلى بتر الشاب المدمن بدلا من الصبر على علاجه؟ أما رسالتي للأسرة، علينا أن نتذكر أننا جزء من المشكلة. لو بحثنا في تفاصيل قصة كل شاب مدمن سنجد أن وراء هذا الشاب أسرة لا تملك الوعي، أسرة مهملة، أسرة متساهلة، أو أسرة تبالغ في الثقة المدمرة. كما أن الكثير من الأسر تعاني من أزمة إنكار للواقع. ترى الأسرة الكثير من العلامات التي تؤكد وقوع ابنهم في فخ الإدمان، لكنهم لا يتقبلون تلك الحقيقة. أما الأسرة التي تجاوزت مشكلة الانكار، فإنهم يقعون في خطأ التعنيف وسوء التصرف. دائما الحل الأول لديهم هو التعنيف أو الطرد. ما يجعل معاناة الشاب المدمن تنتهي بالضياع، والجريمة.