النداء الأخير

دائماً ما تأخذنا رحلات السفر إلى وجهات جديدة وقارات بعيدة حيث لا نكون سوى نحن أنفسنا وبعفويتنا، نكون حيث يجب أن نكون، فنعيش اللحظات الجميلة ونعانق السحب بأحلامنا، نرى وجوها غير مألوفة بالنسبة لنا وتشدّنا التصرفات التي تصادفنا ونحن في صالة انتظار رحلاتنا، وما بين الإقلاع والهبوط الكثير من التفاصيل التي لا تهم سوى المسافر نفسه. فبعض الوجوه تضيؤها ابتسامة وبعضها تطفئها الدموع، يسهل علينا أن نرى الفرح في عيون المسافرين كما هو الحزن الذي يملأ قلوب البعض، يختبىء شخصيات هذا الكتاب خلف تجاربه وعالمه الذي لا يراه سواه ولكن ما يراه الناس هي ردات الفعل التناقضات، وأيضاً الابتسامات. لكل رحلة لا بد من نهاية، ولكل قبل أن نقلع، نحن اليوم على متن رحلة متوجهة إلى أحد رحلات الحياة، المقاعد مليئة بالمسافرين والعيون تترقب موعد الإقلاع بصمت الكثير يقف أمام أحلامه بجرأة والقليل من يتوارى خلف تفاصيل قد لا تشبه ولكنها أقدار كتبت عليه . نمر في هذه الرحلة على كل مقعد، وقد تأخذ تفاصيل الجالسين عليها الكثير منا، قد نشبه أحدهم في شيء ما وقد نظن لوهلة أن لا أحد يشبهنا أبدا وكأننا خلقنا من كوكب آخر . النداء الأخير للرحلة، اربطوا الأحزمة واستمتعوا بها.