بوارق الإشراق

«هذا الديوان» مئتان وأربع وعشرون حبة من شعر، فرقتها البواعث والأحوال والأغراض، وجمعتها جامعة الحب الله ورسوله وأوليائه الصالحين والناس أجمعين، فاض بها قلب محب شاعر او شاعر محب (لا) فرق )) في لفتة بارعة، في الشعور أو اللا شعور، إلى رسالة الشعر في زمن البعض والكراهية والفتن والاحتراب... نقول هذا تغليباً واستغراقاً، فحتى حين جرى الهجاء بلسان شاعرنا لخطيب أباد اللغة العربية إبادة جماعية على حد تعبيره)، فهو إنما فعل ذلك حباً بالعربية وتنويهاً بما تمثله للأمة من هوية ثقافية وحضارية جامعة والشاعر يجرحبمشرط جزاح ما لم يكن عابثاً ) هذا مع التذكير بروح الدعابة والطرافة التي تضحت بها الأبيات، وما اشتملت عليه من هدي نبوي شريف في تعمية اسم الخطيب والإعراض عن ذكر اسمه أو ما يعرف بعينه. من أجل ذلك، جاءت قصائد الديوان ومقطوعاته خلوا من أي عنوان سلكت في سلك واحد، وإن توزعتها حروف قوافيها. فجاءت جسداً واحداً نابضاً بالمشاعر، ناطقاً بالحب.. الحب بمعناه الأسمى والأرقى والأشمل والأكمل ولا جرم أن صاحب هذا الديوان عالم في الشرع الحنيف، وهذا لا يعني أنك على موعد مع نموذج آخر من شعر الفقهاء، فقد سبق في تاريخنا الأدبي شعراء جمعوا بين العلم والشعر الشعر بمعناه الفني لا النظم فكان منهم سلطان العاشقين ابن الفارض ات ٦٣٢هـ)، وكان منهم أمير المدائحالنبوية البوصيري (ت (٦٩٦هـ) وما أدراك ما هما، وغيرهما كثير في تاريخنا الأدبي المجيدة!