الفتوى بين الجمود والتمييع

الفتوى بين الجمود والتمييع الفتوى هي عصارة وخلاصة فكر الفقيه الذي يهتم بجميع مناحي الحياة الدينية و الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، ولا تنتظم أمور الحياة البشرية إلا بانضباطها بعدم الجمود أو التمييع. فهي التي تنظم علاقة المسلم بريه والمسلم بأخيه المسلم والمسلم مع غير المسلم بل تنظم وتضبط أمور الدولة كاملة وعلاقتها بالدول الأخرى. فحرى بالفتوى ألا يقع فيها تخبط والذي يحدث بسبب المجاملات والأمزجة والغايات المنحرفة وحب الكراسي الزائلة والوصول إلى الإفتاء عن طريق التدرج الوظيفي أو تعيينه مجاملة ومحاباة لا لتفوقه وتميزه في اختصاصه. والنتيجة الحتمية أنه يصير خادما لغير الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من وظيفة أو منصب أو مال أو وجاهة أو شهرة أو غير ذلك، فيغير ويبدل في الأحكام الفقهية حسب ما يطلب منه إلى أن تصل الفتوى إلى دركة الشذوذ وهذا واضح وضوح الشمس لكل متابع للحركة الإفتائية فى مجتمعاتنا الإسلامية يجب على المفتى أن يكون على الجادة بالترفع عن سفاسف الدنيا الزائلة فهو الموقع عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وعليه أن يدور مع الحق أينما دار ينطق به ولا يخشى في الله لومة لائم .