السنة المحمدية وكيف وصلت إلينا ..؟

من أول البحوث في التصدى لرد الشبهات عن السنة في ثلاثينيات القرن الماضي، وهو من أروع البحوث في السنة واسهلها واسلسها في رد الشبهات عنها بأسلوب علمي رصين مبناه النقل والعقل وسند الصدق والأمانة عبر التاريخ ومؤلفه من القلائل الذين ابدعوا وجددوا في عرض علوم الحديث ويكفيك أن تنظر لكتابه ضوء القمر بخرائطه العلمية التي كانت توفيقاً وسبقاً لهذا العالم الجليل رحمه الله، هذا مع التمسك بالسنة مدارسة وممارسة وله رواية لدواوين السنة وعكوف على البحث والدراسة وله رحلات حطت به أن دفن في البقاع المقدسة يقول مؤلفه رحمه الله عن السنة ... فهذه آثار جلية باقية إلى اليوم ولله الحمد) من أقواله وأفعاله ومبادئه فهذا الأذان والإقامة، وهيئة الصلوات والجمعة وخطبتها، وصلاة العيدين وكيفيتها، وطريقة الزواج والطلاق، والوقف، بل وهيئات المسلمين في موتاهم من التغسيل والتلقين والدفن مع استقبال القبلة كله متواتر عملاً وقولا من جهته، ولولاه ما كانت ولا وصلت إلينا. أفينكر عاقل أن هذا له مساس به، وأنه من طريقه علم وهل لو عد ذلك جزءا من سنته يكون مستبعدا؟.. ما سبق كله من البيانات وأسباب النزول ونشر الدعوة وحمايتها ومعاملته ومصاهرته وأخلاقه الكريمة هو الحديث النبوى والسيرة المحمدية. ولا ينكر عاقل بعد تسليم القرآن ومن جاء به وحماية من استجاب لدعوته، وأن الحديث النبوى والسيرة المحمدية متحققة، وواقعة ولابد وبقى أن تعلم كيف وصلت إلينا؟ كان رد العلامة المحدث محمد علي أحمدين المالكي رحمه الله في ثلاث اتجاهات الإتجاه الأول: الرد على طائفتي الأحمدية والقاديانية عامة والتصدي لدعوتهم داخل الأزهر الشريف وكان ذلك. بكتابة مقالين بمجلة الفتح لكشفهم وبيان فتنتهم والتي تخفوا خلفها وادعائهم أنهم ليسوا من أتباع الأحمدية. الإتجاه الثاني : الرد على القرآنيين الخاص بشبهة عدم كتابة السنة في أول الإسلام وعهد النبوة، وقد ألف في الرد على ذلك رسالته: الرواية في الإسلام"، المطبوعة سنة ١٣٥٨ هـ ١٩٣٩م ... الإتجاه الثالث: الرد على اسماعيل أدهم في رسالته (تاريخ السنة) سنة ١٣٥٣هـ الذي طعن في الحديث ورواته وجميع مصادره ورماها بالكذب وأنها مشكوك فيها ويغلب عليها صفة الوضع، والشيخ رحمه الله عايش القرآنين والقاديانين واتباعهم، والمستشرقين وأذنابهم، والطاعنين وشبهاتهم، فكانت ردوده في هذه المقالات تدافع عن السنة بحجج واضحة ومفحمة تصلح أن تكون رداً على كل متخرص أو أفاك أثيم يحاول الطعن على السنة النبوية، رحم الله كاتبها.