الإنسان والدين الإلهي

يبحث حول مفهوم الإيمان وما يستلزمه في الفكر الاسلامي، وفرقه عمّا هو في الفكر المسيحي؛ إذ اعترى مصطلح «الإيمان» في الوسط الإسلامي هالة من الغموض والإبهام، بحيث تعدّدت الآراء الإسلامية في تحديد ماهيته ومفهومه، لكن مع ذلك لم يقترب معنى هذا المصطلح في الفضاء الإسلامي مع ما هو مطروح حوله في الفكر المسيحي والغربي تحت هذا العنوان، ومن ثمّ فإنّ معنى هذا المصطلح في الثقافتين هو أقرب إلى المشترك اللفظي منه إلى المشترك المعنوي، وهذه المسألة ـ أي اعتبار مفهوم الإيمان واحدًا في الوسطين الإسلامي والمسيحي وعدم التفريق فيه بينهما ـ تعدّ في غاية الأهمّية؛ إذ يؤدّي إغفالها وعدم أخذها بعين الاعتبار إلى الوقوع في مغالطة التعميم، وانعكاس بعض الإشكاليات التي وجّهت نحو الفكر الكنسي المسيحي على الفكر الإسلامي، وإطلاق أحكام عامّة حول الإيمان تشمل الأديان والمذاهب كافّة، بينما الأمر ليس كذلك.