المذهب الإنساني في الإسلام

يأتي هذا الكتاب في وقت تشتد فيه الحاجة لتقديم نموذج إنساني في المجتمعات المسلمة ينطلق من داخل الثقافة الإسلامية ويسهم في التنمية وبناء الدولة والمجتمع حيث تلتزم الدساتير العربية والإسلامية عموماً الإشارة إلى الإسلام ديناً للدولة وكذك الإشارة إلى الفقه الإسلامي كمصدر أساسي للتشريع ولكن الموقف الفقهي السائد لا زال قاصراً عن مواجهة التحديات الرئيسة في التشريع حيث لازالت حقوق الإنسان في مرحلة تالية بعد ظاهر النص، وقد أدى هذا الخيار إلى تناقضات ظاهرة مع حقوق الإنسان لجهة غياب المساواة على أساس الدين أو العرق، ويظهر هذا التحدي بوجه خاص في العقوبات الجسدية التي لا زالت التيارات السلفية تطالب بتطبيقها على طريقة السلف على الرغم من توقف كل القوى السياسية الإسلامية البرلمانية في العالم عن المطالبة بها، ولكن التيار السلفي لا يزال ينكر ما تحقق على مستوى حقوق الإنسان في العالم من إنجاز التحول إلى العقاب الإصلاحي ووقف العقاب الثأري والتعذيب الجسدي. يحاول الكاتب وهو أستاذ للعلوم الشرعية في كلية القانون بجامعة أبو ظبي أن يقدم قراءة مختلفة لفقه إنساني من داخل الثقافة الإسلامية وباستخدام أدواتها ومصادرها ويراهن على قدرتها على إنتاج فقه إنساني ينسجم مع قيم الحضارة وحقوق الإنسان.