عندما أصبح المسيح إلها

تطور الفكر المسيحي شهد العديد من المنعطفات والتحولات عبر التاريخ، خاصة خلال القرون الخمس الميلادية الأولى. هذه التحولات لم يساهم فقط رجال الدين وعلماء اللاهوت في صنعها، ولكن لعب الساسة ورجال السلطة دورا هاما أيضًا، من خلال الانحياز إلى جانب فريق ما وتغليب رأي على رأي آخر، واعتباره يمثل الموقف الرسمي للدولة. حول تلك الفكرة يدور كتاب "حين أصبح المسيح إلهًا” الذي يتناول العلاقة بين تطور الفكر الديني وبين السلطة، من خلال استعراض الجدل الديني المسيحي خلال القرن الرابع الميلادي بين فريق يمثله القس السكندري آريوس، وبين فريق أخر معارض لتلك الافكار على رأسه أثناسيوس أسقف كنيسة الأسكندرية. يبين الكتاب الدور الذي لعبته السلطة ممثلة في الإمبراطورية الرومانية في تغليب أحد الآراء على الأخر والانحياز لمذهب في مقابل باقي المذاهب، والدور الذي يلعبه تأييد الدولة في تطور هذا المذهب. بالتأكيد لم تكن السياسية هي العامل الوحيد الذي آثر في تطور اللاهوت، ولكنها بالتأكيد كانت أحد العوامل الهامة في تطوره.