قبسات من التراث الشعبي الجزء السادس

الشعر الشعبي هو المخزون الأساسي للأدب الشعبي, أدب الجماهير الواسعة المختلف الشرائح في المجتمع والأدب الشعبي أصبح يدرس في الجامعات ويمكن أن ينال فيه الدارس شهادات عالية وإنني أركز على ضرورة دراية الأدب الشعبي خاصة في الجبل وارى في ذلك ضرورة قومية ووطنية للأسباب الآتية : إن هذا الأدب، إجمالاً ، هو أدب فرسان مناضلين في سبيل المثل العربية العليا في الحرية والكرامة والسيادة القومية. في هذا الأدب تصوير صادق لمجتمع الآباء والأجداد بكل فضائله وشوائبه يجب الإطلاع عليه، لإدراك التطور الاجتماعي الذي نحياه جيلا بعد جيل. هذا الأدب الشعبي - أدب يلقي ضوءاً ساطعاً على الأدب العربي في جاهليته وبداوته، من حيث الصور والتعابير والأغراض، ومن حيث النفسية والبيئة.. إنه هذا الأدب وثيقة تاريخية، يستطيع الباحث الاعتماد عليها في دراسة لأحداث هذا الوطن ولا سيما للثورة السورية الكبرى التي لا يزال الكثير من جوانبها في الكتب التي عالجتها ، غامضاً أو مشوهاً أو غير موضوعي وإنني أمل أنت يكون في هذه القصائد الشعبية التي أقدمها في هذا السفر حافز لشبابنا في الجبل والوطن العربي كي تظل نظرتهم إلى الآباء والأجداد، نظرة اعتزاز وإجلال، لما قاموا به من أعمال فروسية، ولما قاسوا من مرارة ولما أقدموا عليه من تضحيات وصبر في سبيل الفجر الذي انبثق من شفار ومن دماء شهدائهم.